• لا تزال أزمة المياه واحدة من أهم المشاكل التي تعانيها تعز «المدينة والناس» ولا تلوح في الأفق أية حلول لهذه الأزمة الخانقة التي ازدادت تفاقماً في الآونة الأخيرة، ورغم أننا ومنذ سنوات خلت نسمع ونقرأ بين الحين والآخر ما يُقال عن مساعٍ وجهود تصبُّ باتجاه وضع الحلول لهذه الأزمة إلا أن كل ذلك ـ للأسف ـ لم يتجاوز إطار الأقوال، فقط مجرد كلام «لايُسمن ولا يُغني» من عطش، فلا شيء على أرض الواقع يثبت أية توجهات جادة نحو حل هذه الأزمة العويصة أو حتى التخفيف من حدّتها.
• أغلب أحياء المدينة تعاني من انقطاع طويل للمياه يصل إلى عدة أشهر، حيث لا يأتي مشروع المياه في بعض الأحياء إلا مرة واحدة كل ثلاثة أشهر وفي البعض الآخر مرة كل أربعة أشهر، أي يأتي في السنة ثلاث أو أربع مرات فقط، وفي كل مرة تستمر المياه فترة لا تتجاوز الخمسة أيام، وبحسبة بسيطة فإن عدد الأيام التي يتشرّف فيها سكان مدينة تعز بحضور مشروع المياه إلى منازلهم لا تتجاوز الـ (20) يوماً أو أقل من إجمالي (365) هي عدد أيام السنة، وهو ما يدلّل على مستوى خطورة الكارثة المائية التي تعيشها محافظة تعز.
• ما نسبته 95 % من أيام السنة تكون فيها حنفيات المياه جافة وصائمة إلا أن فواتير استهلاك المياه تهلّ على المستهلكين بشكل دائم سواء حضر الماء أو لم يحضر، وهو ما جعل العديد من المستهلكين يشكون من دفع فواتير تتجاوز القيمة الفعلية لما يستهلكونه من مياه، بل أن بعضهم تأتيهم فواتير لأشهر لم يحصلوا فيها على قطرة ماء ولا يعرفون مقابل ماذا؟ إلا إذا كانت مؤسسة المياه أصبحت تبيع الهواء أيضاً إلى جانب الماء وأن القيمة الواردة في الفاتورة إنما هي ثمن الهواء الذي يمر عبر أنابيب مياه المشروع.
• لكن أغرب ما رأيته من فواتير استهلاك المياه تلك الفاتورة التي أحضرها إليَّ أحد المواطنين وتصل قيمتها إلى عشرة آلاف ريال، وقد تبادر إلى ذهني في البداية أن صاحب الفاتورة ربما عليه متأخرات من شهور أو سنوات سابقة وما تضمنته الفاتورة أمر منطقي جداً، لكن بعد أن تفحصت الفاتورة جيداً اكتشفت أن لا وجود لمتأخرات وأن المبلغ بأكمله مقابل رسوم مجارٍ فقط بينما خانة استهلاك المياه صفر، فهل من المعقول أن يكون كل ذلك المبلغ رسوم مجارٍ فقط؟ وهل يتوقع أحد أن تأتيه يوماً فاتورة تتضمن رسوم مجارٍ بهذا المبلغ الكبير في الوقت الذي لم يأتِ إليه الماء أصلاً ناهيك عن استهلاكه؟!
• المعروف أن رسوم المجاري دائماً ما تكون مرتبطة بتوفر المياه ومتى ما كان هناك استهلاك للمياه فبالضرورة يكون هناك رسوم مجارٍ وهو أمر منطقي جداً، أما أن تأتي الفاتورة بهذا الشكل فذلك أمر بعيد كل البعد عن المنطق، وما نتمناه هو أن تكون هذه الفاتورة مجرد خطأ وليست مقصودة من قِبَل مؤسسة المياه كطريقة لجسّ النبض تمهيداً لتعميمها لاحقاً على بقية المواطنين بهدف زيادة إيرادات المؤسسة وتغطية ديونها ولكن على حساب البسطاء من الناس بدلاً من المدينين الحقيقيين الذين يبدو أن المؤسسة غير قادرة على إجبارهم لدفع الديون المستحقة عليهم للمؤسسة.
«أمزح معك».. تجربة ناجحة
• العمل الكوميدي «أمزح معك» حظي باهتمام واسع من قبل الجمهور الذي تابع بشغف المقالب الكوميدية التي تضمنها العمل ونفذها بنجاح منقطع النظير الفنان الكوميدي المبدع محمد الحبيشي الذي يستحق الإشادة على أدائه الرائع، وهو الأمر الذي يقتضي استثمار هذا النجاح بالاستمرار في إنتاج حلقات جديدة من هذا العمل لا أن يتم الاكتفاء بـ «بيضة الديك» كما هو حالنا مع كل عمل ناجح، ونحن هنا نضع مجرد مقترح نتمنى أن يجد آذاناً صاغية لدى الجهات المنتجة لهذا العمل فتقوم بإنتاج حلقات جديدة من «أمزح معك» لتلبية رغبة المشاهد وتعطُّشه للأعمال الفنية المحلية.
k.aboahmed@gmail.com