ـ العالم مقبل على تحولات كبيرة خلال العام الجديد 2014م، سوف تؤدي إلى خلق توازنات عالمية جديدة تنهي احتكار وانفراد الغرب بميزان القوى العالمي، والأهم أنها تحولات ستكون إيجابية لكل شعوب العالم.
وهذا توقع اعتباطي.. لكنه مبني على انهزام النظام العالمي الجديد «أمركة العالم» في كل حروبه، في أفغانستان، وفي العراق، وفي الصومال، وفي سورية، وفي لبنان، وفي مصر، ومع إيران...فقد خرج من كل هذه الحروب بالخسران المبين بعد أن كلفته خلال العقدين والثلاث سنوات الماضية فقط ترليونات الدولارات، إضافة إلى عدم الوصول إلى أهدافه، سوى انتشار الإرهاب، والكراهية من قبل الشعوب العربية والإسلامية، وبقية شعوب العالم في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، وانكشاف سياساته الخاطئة لمواطنيه الذين صاروا في تزايد لرفض سياساته الخارجية كما حصل في رفض القيام بالعدوان على سورية حين عورض ذلك من قبل الكنجرس الأمريكي، ومن البرلمان البريطاني تحت وطأة المشاكل المالية، ومعارضة الشعوب لذلك.
ـ ومن مؤشرات هذه التحولات التراجع الأمريكي عن شن حرب ضد سورية واعترافه بأن الحل سياسي، وسوري، وكذلك الاتفاق الأخير مع إيران واعترافه بحق إيران في امتلاك التكنلوجيا النووية، وقبولها في النادي العالمي للقوى النووية، وقبوله بإطلاق الأموال الإيرانية، وإلغاء العقوبات الاقتصادية ..كل هذه مؤشرات على أن عام 2014م هو عام التحولات، والتحالفات العالمية الجديدة ..ومن أهم المؤشرات على الإطلاق ظهور تحالف دول «بريكس» البرازيل وروسيا، والصين، وجنوب أفريقيا، والهند...والذي سيشكل محوراً جديداً تنضم إليه دون شك إيران احتمالاً ..ناهيك عن عودة “روسيا” إلى الساحة الدولية بقوة.. ويكفي أنها حشدت أساطيلها الحربية وغواصاتها في المياه الدولية قبالة سورية، وفي المياه الإقليمية لسورية في مواجهة حشود الأساطيل الحربية الأمريكية التي كانت تحت الاستعداد لتوجيه ضربة عسكرية لسورية والتي رفضتها، وحذرت منها روسيا، وكان هذا الموقف، والموقف الصيني وبقية دول بركس سبباً في تراجع الأمريكان وحلفائهم عن ضرب وسورية ..إنها مبشرة بأن 2014م سيكون نهاية العولمة والأمركة للعالم، هذا النظام الذي كتبت عنه متنيئاً له بالانحسار، والهزيمة، وعودة التوازن الدولي ما بين 2010، 2015م.
ـ في العام القادم سيزداد انحسار العولمة والإدارة الأمريكية وحلفائها من الساحة الدولية لإفساح المجال لقوى جديدة قوية اقتصادياً، وعسكرياً وفي طليعتها دول «بريكس» بقيادة روسيا والصين، واللتين ستجدان تقاطراً من شعوب العالم المستضعف الذي عانى الأمرين من العولمة والأمركة ..وسوف تتوسع العلاقات الروسية الصينية مع البلاد العربية والإسلامية اقتصادياً وعسكرياً، وسياسياً.. فها هي ثورة يونيو في مصر تعيد مصر للعرب، وتنظم من جديد إلى الجبهة العربية الإسلامية المقاومة ذات التحالف القوي مع روسيا، ودول “بريكس” وتوحد الشعب في ليبيا مع الجيش ضد الجماعات المسلحة، وسلوكها العابث والتخريبي والتجزيئي في ليبيا ..وسوف تنضمان إلى مصر في بناء علاقات جديدة مع روسيا والصين، وسوف يعود الزخم العربي من مصر في صورة جديدة ..كل هذه مؤشرات لتحولات تعيد موازين القوى العالمية، وخلق نظام عالمي جديد فعلاً بدلاً من “العولمة” الأمركة التي أرادتها الإدارة الأمريكية.