لدى مؤسسة يمن تايمز عادة سنوية أسسها والدي الدكتور عبد العزيز السقاف قبل أكثر من 20 سنة يحتفل من خلالها بشخصية أعطت اليمن وتركت آثارها في المجتمع.
وفي كل سنة تستقبل المؤسسة ترشيحات من القراء والأصدقاء عن الشخصيات التي كان لأعمالها خلال العام وقع حقيقي وصدى شعبي سواء على المحيط الضيق مثل مديرية معينة أو على مستوى اليمن بأكمله.
وفي هذه المرة، كانت أكثر الترشيحات التي وصلت من خلال البريد الإلكتروني، الرسائل القصيرة، الاتصالات المباشرة لراديو يمن تايمز وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالمؤسسة تؤيد ترشيح الدكتور ياسين سعيد نعمان كشخصية يمن تايمز لعام 2013 عرفاناً له بمجهوده الشخصي والسياسي، ليس فقط في العام الماضي بل في السنوات العديدة التي شارك فيها في صناعة القرار.
والحقيقة أن الدكتور ياسين رمز من رموز اليمن لا أحد ينكر له أعماله ولا يحتاج للتأكيد لما لديه من فكر سياسي عميق ومصداقية معروفة.
ولكن ما لفت نظري بشكل خاص هو أن الكثير من الترشيحات الأخرى - وإن لم تكن بقدر تلك التي جاءت من أجل الدكتور ياسين سعيد نعمان- جاءت لشباب يمني مبدع.
للأسف أحياناً ننسى تقدير الشخصيات الرائعة إلى أن يفوت الأوان مثل الرائع الراحل إبراهيم مثنى والذي برغم حياته القصيرة استطاع أن يترك بصمته في حياة الكثيرين داخل وخارج اليمن. إبراهيم حصل على عدد كبير من الترشيحات عرفاناً له بدوره ورسالة إلى من بقي حياً أن الشخص المعطي يستمر عطاؤه حتى بعد الممات.
كانت هناك ترشيحات كثيرة أيضاً للدكتور أحمد عوض بن مبارك الذي بجهده الشخصي وبقدرات هائلة وتفانٍ رائع يمكن أن نقول إن له فضلاً كبيراً في إنجاح مؤتمر الحوار على الأقل حتى الآن.
كانت هناك أيضاً اتصالات ورسائل وإيميلات تشيد بالمبدع عمرو جمال المخرج والكاتب الذي استطاع إعادة ابتكار الدراما اليمنية من خلال مشاريع أنجزت بميزانيات محدودة ولكن وقعها وصل إلى ما وراء البحار مثل مسرحيات «معك نازل »«وكرت أحمر» «والمسلسل الرمضاني فرصة أخيرة».
وهناك الناشط مراد سبيع الذي قاد وساهم في الكثير من الحملات المجتمعية عن حقوق الإنسان والجوع وساهم في جعل مصير المخفيين قسراً قضية رأي عام والتي لا تزال آثارها على شوارع المدن لتذكرنا أن الإنسان الذي يريد أن يصنع التغيير يمكنه أن يقوم بذلك ولو برسم على حائط. هذه فقط نماذج من الشباب اليمني الرائع الذي يعمل من أجل قضية أكبر منه ويضع مصلحة الوطن فوق مصلحته الشخصية. هذه الأمثلة تم لفت انتباهي إليها من خلال ترشيحات شخصية العام وهناك الكثيرون غيرهم من الشابات والشباب اليمنيين الذين يحملون الأمل في أعينهم والحماس في قلوبهم وحب اليمن في أرواحهم، كما غنت لهم أمل عرفة من كلمات الشاعر الكبير عباس الديلمي: «فتية إن أمروا المجد استجابا». هؤلاء هم ثروة اليمن الحقيقية والتي سوف تجعل من اليمن يمناً رائعاً.