ما فعله المنتخب الوطني باليمن سيُكتب في التاريخ إلى عقود مديدة قادمة، فقد أعطانا المنتخب الوطني قضية وأملاً، وجعلنا نشعر بسعادة ونحن نتعصّب له ونشجّعه في كل أنحاء البلاد.
بالطبع لدينا قضايانا المختلفة التي نؤمن بها ونتعصّب لها في الجانب السياسي والجغرافي أو حتى الاجتماعي؛ لكننا عندما نفعل ذلك غالباً ما يشوب هذا الإيمان الكثير من الغضب والشعور بالخذلان من الآخرين؛ بل التعصُّب ضدهم ولو كانوا أبناء بلدنا..!!.
لكن ما فعلته بنا الكُرة، هو أنها جعلتنا نتحمّس بسعادة، ونشجّع بتفانٍ إيجابي، ونقف كلنا إلى جانب المنتخب الوطني، وبالتالي لا إرادياً نقف إلى جانب بعضنا البعض.
في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ اليمن – وما أكثر المراحل الصعبة – يحتاج اليمنيون إلى مثل هذه القضايا التي تجعلهم يشعرون بانتمائهم إلى هدف واحد، مثل ما حدث في 2011م، ومثل ما يحدث الآن مع الكرة.
على الإرادة السياسية للبلاد أن تعي هذا جيّداً وتعمل على إبراز القضايا التي تهم الناس وتجعلهم يجتمعون حولها، بدلاً من أن يكونوا أداة في يد ذوي المصالح الضيّقة الذين يستغلّون ضنك الناس وتعاستهم لتحويلهم إلى حطب يحترق في نار سياسة التفريق..!!.
ولديّ رؤية معيّنة في هذا الإطار، وهي أن أكسر الحاجز بين الحكومة والشعب وأن أسهم في خلق حوار صادق بين المسؤولين والشعب، بحيث تُعاد الثقة إلى الحكومة، وتستطيع أن تؤدّي عملها بما يخدم المواطنين، ولكن هذا لا يتأتّى إلا إذا كان المسؤولون صادقين مع أنفسهم أولاً، جاعلين نصب أعينهم مصلحة المواطن والوطن لا مصلحتهم الشخصية.
وفي نفس الوقت لا يمكن للحكومة أن تنجح في أي شيء ما لم يعطها الشعب فرصة للعمل والنجاح ويساندها في عملها الذي في النهاية هو لخدمتهم إذا صدقت النوايا؛ لتكن الرياضة مدخلاً لنا، لكي نحاول أن نعطي بعضنا فرصة من أجل أن نبني يمننا من جديد معاً.
ومن خلال عملي سوف أسعى جاهدة إلى تشكيل قنوات اتصال تفاعُلية ما بين الحكومة والشعب، يستطيع الناس من خلالها أن يعرفوا ما يدور في كواليس حكومتهم والتحدّيات والأهداف، ويستطيع المسئولون أن يعرفوا ما يريده الناس وما هي أولوياتهم ومعاناتهم بشكل مباشر دون الحاجة إلى وسيط يُحَّرِف المعنى أو مُدَّعٍ يتبنّى قضايا الناس ويوجّهها لصالحه.
دعونا نبدأ من جديد، والمجد والنجاح لفريقنا الوطني.
yteditor@gmail.com