يمكن القول إن الرئيس عبد ربه منصور هادي خاض منذ تحمله مسؤولية قيادة الوطن خلال الفترة المنصرمة ثلاث معارك رئيسة، خاض في الأولى منها ــ ولازال ــ معركة مواجهة الإرهاب الذي كشر عن أنيابه في امتداده الجغرافي وسيطرته على محافظة أبين وأجزاء من شبوة.
ولقد استطاع الرئيس هادي أثناء تصديه لهذه الظاهرة من حشد الاصطفاف الوطني وتوجيه ضربات موجعة لعناصر القاعدة.. حيث أمكنه ذلك بعد نجاحه في نزع فتيل الصدام بين الوحـدات العسكرية داخل العاصمة وتوجيهها بدلاً عن ذلك لخوض معركة الإرهاب، الأمـر الذي مكّن أبناء هذه المؤسسة الوطنية وبتضافر جهود أبناء اللجان الشعبية من دحر وكسر شوكة الإرهاب في تلك المحافظـات.
***
أما المعركة الثانية التي خاضها الرئيس هادي باقتدار فتتجسد في إدارة المرحلة الأولى من الفترة الانتقالية والمتمثلة في العملية السياسية التي تجلت أروع صورها في الحوار الوطني الشامـل والذي حقـق فيه اليمنيون انجازاً حضارياً غير مسبوق على مستوى دول المنـطقـة التي لا تزال ترزح تحت وطأة الاحتراب الأهـلي، وهو ما استحق عليه الرئيس هـادي تقـدير ودعــم الأسـرة الـدوليـة، خاصـة أن دوره لـم يقتصـر على إدارة العملية السياسية خـلال فعـاليـات ومداولات مؤتمر الحـوار فحسـب، وإنما عمل وبنشاط كبير على معالجة الصعوبات التي كانت تعترض سير هذه العملية.. وسـاهمـت شخصيته في أن تكون مرجعاً عنـد كـل اختلاف وحكماً عند كل خصومة.. الأمر الذي ساهم في التوصل إلى صيغة إجماع وطني على وثيقة الخروج من الأزمة.
***
وبالانتقال إلى المعترك الآخر الذي قاده الرئيس هادي خلال تلك الفترة فيتعلق بتأمين خط المواجهة الأول للحيلولة دون الانهيار الاقتصادي والذي لا يقل أهمية عن معترك التسوية السياسية، إن لم يكونا متلازمين.
ومن الإنصاف كذلك القول بأن حسن إدارة الملف الاقتصادي يتمثل في الأداء المتميز الذي قادته الدبلوماسية الرئاسية في اتجاه حشد التمويلات الخارجية واللازمة لانتشال الأوضاع الاقتصادية من حافة الانهيار من خلال مؤتمرات المانحين وأصدقاء اليمن التي عقدت لهذه الغاية.. ولا تزال ثمة حاجـة لتفعيل هـذا الدور وعلى النحـو الذي يفي ومتطلبات التنمية التي لا تقل أهمية عن الاستحقاقات السياسية.