الجميع يشكون؛ من في الحكم ومن في المعارضة، ويبدو أنه قد اختلط الحكم بالمعارضة؛ فلا تجد هناك فاصلاً بينهما، توحّد الخطاب، توحّدت الأساليب، توحّد النحيب والبكاء من كل شيء ومن لا شيء، وكما يُقال: «لقد اختلط الحابل بالنابل»..!!.
من غير الطبيعي أن نجد أحزاباً منتشرة فروعها وقواعدها وأنصارها على امتداد الجمهورية «في المحافظات, مراكز المدن، المديريات، العُزل، القرى» ولا يقومون بواجبهم في دعم جهود الدولة والحكومة في تحقيق الأمن وتأمين المنشآت الحيوية والخدمات الأساسية للمواطنين، أحزاب تزرع الأحزان بدلاً من الابتسامات.
كثيرة هي المقالات والكتابات والمنشورات في الصحف والمجلات ومواقع التواصل الاجتماعي التي تحدّثت وتتحدّث يومياً وعلى مدار الساعة عن المرارة التي يعانيها اليمنيون واليمنيات جرّاء التخريب المتكرّر للكهرباء وأنبوب النفط.
في حين ترى الخطاب السياسي للأحزاب يتركّز في تبادل الاتهامات عن من هو المتسبّب في ذلك، فكل يتهم الآخر ليثبت أنه فاشل في مهمّته وبالذات الأحزاب المشاركة في حكومة الوفاق الوطني، فهي بالذات لا يحق لأي منها أن يتحدّث عن الفشل ليلصقه بالطرف الآخر وإن كان ذلك الطرف هو حامل الحقيبة الوزارة الفاشلة، فالحكومة مسؤولة مسؤولية تضامنية عن أي تقصير أو اختلالات.
لا يكفي أن نحمّل وزير الكهرباء عن الانطفاءات في التيار الكهربائي، أو نحمّل وزير النفط عن أزمة المشتقات النفطية؛ لكنهم جميعاً حكومة واحدة يتحمّلون مسؤولية أي فشل.
ويجدر بالأحزاب المشاركة في الحكومة أن يكون خطابها إلى أعضائها وأنصارها والمواطنين خطاباً يتحلّى بالمصداقية والصراحة، وأن تدعوهم إلى العمل معاً من أجل تدعيم ركائز الأمن والاستقرار، والتعاون مع أجهزة الدولة والحكومة التي هم شركاء فيها.
فبدلاً من أن يراهنوا على غباء المواطن؛ يجب أن يراهنوا على ذكائه؛ ولأنه بات قادراً على التمييز بين الصدق والمزايدة السياسية، وليوفّروا ما لديهم من أساليب المناورة وتبادل الاتهامات إلى حين اقتراب الحملة الانتخابية لينظروا إلى أي مدى يمكن لهم أن يخدعوا الناس بشعاراتهم الزائفة وأساليبهم المغلوطة، و«ما يخادعون إلا أنفسهم»..!!.
Unis2s@rocketmail.com