لاشك بأن إحاطة الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون أمام مجلس الأمن مؤخراً بشأن التطورات الأخيرة في اليمن.. تشير إلى حجم المخاطر والتحديات جراء تفاقم الأزمة وانعكاساتها على حاضر ومستقبل الوطن، حيث لم يفت الأمين العام خلال تلك الاحاطة شاردة ولا واردة إلا وأشار إليها بأصابع الخوف على مستقبل اليمنيين وذلك انطلاقاً من مسؤولياته تجاه ما يراه -وغيره من المراقبين- من حالة تدهور كارثي يعيشها اليمن راهناً وامكانية انسحاب ذلك على أمن واستقرار اليمن والمنطقة برمتها.
وإذا كنا نتفهم مخاوف الأمين العام تجـاه هـذه التطـورات الداخلية فإن عديد اليمنيين يتطلعون أكثر إلى دور فاعل للأمم المتحدة في اليمن وبخاصة لجهة توسيع وتفعيل تأثيرها في تقريب وجهات النظر بين الأفرقاء.
وبأن تكون هذه المهمة متسمة في سياقها الموضوعي بالحرص على ردم شقة الاختلاف وتوسيع المشترك بين وجهات النظر بين الأطراف المعنية و دون أن ننسى حرص الهيئة الأممية على الاستمرار في لعب هذا الدور من خلال ابقاء بعثتها في العاصمة فضلاً عن أهمية الدور الذي سيستمر فيه المبعوث الأممي جمال بن عمر لبحث وإنجاز صيغة توافقيه لإيجاد تسوية مرضية بين الأطراف اليمنية.
والحال كذلك لا بد من التأكيد مجدداً على أهمية المسؤولية التي تقع على عاتق أطراف الأزمة في إنجاز مهمة التوافق وبالتالي إخراج الوطن من هذا المأزق إذ انه وبدون صدق النوايا وجدية المساعي لن يكتب النجاح لها.. بمعنى آخر أن الكرة -أساسا- في ملعب اليمنيين أنفسهم قبل أن تكون بين أيدي أعضاء مجلس الأمن أو الأمين العام للأمم المتحدة أو أية قوى أو تجمعات في المحيطين الاقليمي والدولي.
وتبدو الاشارات-حتى الآن- مشجعة بين مختلف المكونات على الساحة الوطنية للتوصل إلى صيغة تكفل وضع حد للتدهور الكارثي الذي ينتظرنا جميعاً -دون استثناء- إذا ما استمرت حالة التباين في مواقف هذه المكونات.
ومن ثم إعادة البناء على قاعدة الشراكة التي لا مناص منها، خاصة واليمنيين جميعاً يتلمسون خطوات الخروج من هذا النفق.