لم يبق أمام انصار الله سوى القبول بإقليم أزال في حوار مفتوح مع ممثلي الأقاليم الخمسة الباقية حول سلطة وعاصمة الدولة الاتحادية وهذا بحكم الواقع الذي تتشكل فيه الكيانات السياسية المستقلة على الحدود الجغرافية المقترحة للدولة في اليمن الاتحادي .
سيكون هذا حتماً مقضياً بالأساليب الصبيانية التي اتبعتها جماعة انصار الله في ممارسة اعتراضها على عدد الأقاليم المقترحة للدولة الاتحادية في مسودة الدستور الجديد وذلك بقطع الطريق على ما زعموه انقلاباً ضد اتفاق السلم والشراكة كان مدير مكتب رئاسة الجمهورية د. أحمد عوض بن مبارك ينوي تنفيذه يوم قامت اللجان الشعبية باختطافه بأسلوب العصابات أو وسائل بعض القبائل اليمنية التي يغيب عنها سيادة القانون .
وإذا كانت الجماعة قد ذهبت باعتماده على القوة المسلحة أو إلى ما اسماه زعيمها الأخ عبد الملك الحوثي «أعلى سقف »لتجد نفسها بعد سيطرتها العسكرية على رئاسة الجمهورية الرمز والمؤسسة والموقع في مواجهة أزمات الفراغ الشامل في السلطة الشرعية أقول اذا كانت الجماعة قد ذهبت بنفسها إلى هذا المدى فإن إدارة الرئيس هادي للمرحلة الانتقالية قد أهدرت فرصتها السانحة لتحقيق التغيير والانتقال باليمن إلى المستقبل المنشود.
قد يكون من الإنصاف القول إن جماعة انصار الله قد وقعت في الشرك الذي نصبه لها الخصوم الذين استدرجوها إلى الفشل والإخفاق غير هذا القول لا يبرر للجماعة غفلتها عن هذه المكائد بفعل طغيان الأطماع على قراراتها وممارساتها وتحكم المخاوف في رؤيتها للوقائع وتقديرها للمخاطر وتحديده للخيارات التي تقتضيها متغيرات ما بعد 21 سبتمبر 2014مـ فكانت اللجان الشعبية ثم اللجان الثورية انزلاقاً إلى مستنقع التسلط خارج المؤسسات الرسمية وعليها وانصرافاً عن أولويات تنفيذ اتفاق السلم والشراكة إلى ممارسات وضعت الجماعة في مواجهة السلطة والمجتمع على حد سواء .
من المسلم به في الوضع الراهن إن خصوم انصار الله قد نجحوا في تحقيق الأهداف التي حددوها لسياسة استدراج الجماعة إلى الأخطاء والفشل لكنه النجاح الذي وضع اليمن في جحيم أزمة متفاقمة وضاعف من التعقيدات المتراكمة أولاً بفشل المرحلة الانتقالية وثانياً بفشل أنصار الله في إدارة الإنجاز المتحقق في 21سبتمبر 2014مـ وعليه فإن ثلاثية الفشل المسئولة عن الوضع الراهن تستدعي إدارة هادي وأحزاب الوفاق وجماعة أنصار الله إلى مواقع المساءلة وعن مناظرة على الحاضر والمستقبل.
albadeel.c@gmail.com