<
التحولات والتغييرات الأخيرة في مصر وخاصة التطورات التي حدثت خلال شهر يونيو والمتمثلة في تصاعد المد الذي يعارض بقاء الإخوان المسلمين في الحكم وارتفاع شعارات يسقط حكم الإخوان، إضافة إلى النشاط الكبير الذي تبنته حركة “تمرد” الذي تكونت خلال شهور رئاسة محمد مرسي وهي الحركة التي كان لها حضور قوي في ساحة المعارضة.. هذه الحركة التي انتشرت في أنحاء مصر لجمع توقيعات لإسقاط حكم الإخوان.
< لم يأت يوم 30 يونيه الماضي حتى نزلت جموع حاشدة من المصريين إلى ميدان التحرير والاتحادية وإلى أمام وزارة الدفاع لتصل الحشود إلى نحو ثلاثين مليون مواطن في عموم مصر قُيمت من قبل مهندسين بعد أن قاموا بجمع مساحات الميادين والساحات والشوارع التي تجمع فيها الحشود، وكانت النتيجة أن الحشود وصلت يوم 30 يونيه إلى أكثر من ثلاثين مليوناً تطالب بسقوط حكم الإخوان والمرشد ورحيل الرئيس مرسي، وذلك ما كان يجب أن تستجيب له الجماعة والحزب ومرسي ويدعون إلى انتخابات مبكرة يتم خوضها من قبلهم إن كانوا واثقين من الثقة في مصر.. لكنهم استجابوا بخطاب فيه تهديد ووعيد وتكفير للمصريين المعارضين، ليؤكدوا أنهم لا يسمعون إلا رغبتهم وكذبوا ما هم على ثقة أنه صحيح بإنكارهم لحقيقة وصول الحشود في مصر ضدهم إلى 30 مليوناً.. حينها وبعد ثلاثة أيام، أي في يوم 3 يوليو الماضي وجدت القوات المسلحة نفسها مجبرة على اتخاذ قرار أطاح بالإخوان والرئيس مرسي من الحكم وإسناد إدارة البلاد إلى رئيس المحكمة الدستورية العليا وتكليفه من يرى لتشكيل حكومة تكنوقراط، وصياغة دستور للبلاد تتم بعده انتخابات نيابية ورئاسية.
< وكان الـ3 من يوليو الماضي حسب المصريين هو يوم استعادة الثورة واستعادة مصر إلى الشعب لتأخذ الثورة اتجاهاً آخر غير الذي كان مرسوماً لها ضمن مخطط الربيع العربي الأمريكي الصهيوني.. نعم في الـ3 من يوليو هو يوم الثورة الوطنية لمصر وعودة مصر إلى الطليعة العربية في مناهضة المشروع الأمريكي الصهيوني الفوضوي التدميري الهادف إلى إنهاء وتدمير الدولة والجيش وقوات الأمن، هذا المشروع الذي كان سيحققه الإخوان ليهدد بعد ذلك بقية الأنظمة العربية التي أدركت أن ما حدث في مصر هو البداية لعودة الدولة الوطنية القومية فسارعوا لدعم الدولة الانتقالية والعمل على دعمها، وفي المقدمة المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت والبحرين والأردن، لأنهم يؤمنون أن الدولة الوطنية في الجزيرة والخليج تكون في مأمن مادامت مصر قد أطاحت بالإخوان وأن قيام نظام وطني في مصر سيعيد مصر إلى الطليعة القومية لتكون صمام أمان للنظام العربي الوطني من تهديدات كانت ستطالهم.. كما أنهم أدركوا وغيرهم من القوى الوطنية القومية التقدمية في عموم الوطن العربي أن مصر ضرورة قومية لجميع الأنظمة العربية القطرية ضد القوى الاستبدادية في العالم.
< وعليه فعلى مصر أن تدرك اليوم أن العرب يحتاجونها لقيادة الأمة نحو نظام عربي جديد بداية من تصفية الملفات الخلافية بين بلاد الشام والعراق وبين أقطار الجزيرة العربية وإعادة الأمن والاستقرار إلى العراق وبلاد الشام جنباً إلى جنب مع التوجه نحو الشرق اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً أي التوجه نحو روسيا والصين والهند والبرازيل والقوى الحرة مثل كوبا وفينزويلا لإيجاد توازن دولي جديد يخدم مصالحنا العربية.