< “العولمة ـ الشرق الأوسط الكبير، الشرق الأوسط الجديد، الفوضى الخلاقة، الربيع العربي” كلها مصطلحات صهيوأمريكية تشير إلى مشروع الصهيوأمريكي الذي يستهدف الشرق الأوسط، والوطن العربي عموماً بتدمير الدولة الوطنية، والمحلية، وإدخال الشعب العربي على مستوى كل قطر في فتن طائفية، ومذهبية، وقبلية، وعرقية، وجهوية، ومناطقية وإقليمية تؤدي إلى حروب أهلية تنتهي إلى تدمير الدولة بكل مؤسساتها وتصفية مؤسساتها العسكرية، والأمنية وإحداث خراب ودمار في المنجزات والبنى الأساسية، والاقتصادية والعمران عموماً، وتهيئة الأقطار العربية وحتى الإسلامية المحيطة للتمزيق والتفتيت، وإقامة دويلات جديدة على أساس طائفي، ومذهبي وعشائري وقبلي وعرقي وجهوي تكرس عدم الاستقرار، وغياب الأمن والفقر والضعف والتخلف تخضع وتلحق بالسيد العالمي “أمريكا” وتضمن تحقق أمن وقوة كيان العصابات الصهيونية وتصفية قضية الشعب العربي الفلسطيني.
< المشروع بدأ مبكراً في لبنان، وعلى مدى سنين وعقود لم يحقق المشروع أهدافه أمام تلاحم وتضامن وتوحد القوى الوطنية القومية التقدمية المقاومة اللبنانية.. وكان وما زال لبنان العروبي المقاوم هو المنتصر.
لكن نجح المشروع في الصومال، وفي السودان.. حيث صارت الصومال نتفاً، ومزقاً والسودان فصل عنها الجنوب، وما زالت تعاني من تمردات انفصالية في الغرب، وكان دور العراق الذي أسقطت فيه الدولة، والنظام وتم حل الجيش، وتدمير إمكاناته... لكن النظام الذي أراده المشروع الصهيوأمريكي سقط بفعل مقاومة النظام الجديد الذي أتى به الأمريكان... فترك الأمريكان للعراق الجماعات المسلحة التي يشن عليها النظام العراقي هذه الأيام حملات ناجحة إنما حتى الآن ما زال المشروع الصهيوأمريكي فاشلاً في العراق.
اتجه المشروع بأنظاره إلى تونس، وليبيا، ومصر، وإلى اليمن لتنفيذ أهدافه تحت ما سمي بالثورات العربية، أو الربيع العربي.. فجاء إلى الحكم في تونس حزب أو حركة النهضة، وفي ليبيا صارت البلد مقسمة بين الجماعات الدينية المسلحة والفوضى موجودة.. ثم كان دور مصر ليسقط نظام مبارك، ويأتي إلى الحكم الإخوان ، في اليمن فشل المشروع بالقبول بالمبادرة الخليجية.. لكن الخطر ما زال قائماً.
ثم جاء الدور على سورية ليصطدم بتماسك الدولة والنظام رئاسة وشعباً وجيشاً، وأمناً فسقط المشروع واستعصت سورية على الربيع العربي، وعلى الحرب المسلحة الإعلامية الاقتصادية، النفسية وبالدعم القوي من روسيا والصين وبقية دول بريكس، وتحالفها القوي مع إيران، ومع القوى الوطنية العروبية المقاومة في لبنان وقريباً سيسقط المشروع الصهيوأمريكي.
< مما أحبط المشروع الصهيوأمريكي تلقيه لصفعة قوية من قبل شعب وجيش مصر في 30 نوفمبر، و3 يوليو، فما قام به شعب مصر أحبط، وأضعف أدوات وآليات المشروع في كل الوطن العربي، وأيقظ الشعب العربي لمقاومة المشروع، وإسقاطه حيث نجح.. بدءاً من تونس حيث انتفض الشعب التونسي على النظام الذي أتى به الربيع العربي.. وعليه فإن المشروع سوف يتهاوى ويسقط، خاصة بعد أن أيقظ الصمود، والإعلام السوري وسقوط المشروع في مصر على يد الشعب والجيش، المؤسسات التشريعية لترفض الموافقة لحكوماتها للقيام بعدوان عسكري على سورية.. ولا شك أن موقف روسيا والصين القويين أسهم في انهيار المشروع.