|
|
|
|
|
جابرييل جارسيا ماركيز
بقلم/ كاتب/عباس غالب
نشر منذ: 10 سنوات و 7 أشهر الإثنين 21 إبريل-نيسان 2014 08:56 ص
إثر رحيل أسطورة الرواية في العصر الحديث جابرييل جارسيا ماركيز أواخر الأسبوع المنصرم، سألت في قرارة نفسي عما إذا كان جيل الشباب يعرف شيئاً عن إبداعات هذا العبقري أو أنه قرأ له بعضاً من رواياته التي أصبحت معلماً بارزاً في سماء الإبداع الروائي دون منازع؟!
ولا شك أن الإجابة على هذا التساؤل ستعكس حالة الغياب التام لهذا الجيل عن معرفة أو الإلمام بإبداعات هذه العبقرية الفذّة التي قدّمت بإبداعاتها عالماً خاصاً الروائي اللاتيني ماركيز من خلال «مائة عام من العزلة» و «لا أحد يكاتب الكولونيل» و «الحب في زمن الكوليرا» وعشرات الأعمال الإبداعية في الرواية والقصة والتناولات الصحافية.
والحقيقة ،لقد أجمل أحد التقارير الصحافية سيرة الروائي العالمي ماركيز بالتوقف عند العالم الذي شكّله هذا الروائي الفذ وهو يشكّل خلطته من التاريخ والخرافة من الواقعي والفانتازي ، ليبدع عالماً يجسّد في صخبه وتنوعه وتناقضات القارة الأمريكية الجنوبية، حيث نشأ ماركيز في إحدى قرى كولومبيا وحيداً في منزل جدّه.. ومن محصول الطفولة استقى هذا المبدع مادة أشهر رواياته «مائة عام من العزلة».
وفي هذه اللحظات الحزينة ،قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية «إن رواية مائة عام من العزلة هو الكتاب الأول منذ سفر التكوين الذي يجب أن تُفرض قراءته على جنس البشر بكامله..».
لقد بلغت مبيعات «العزلة» أكثر من 50 مليون نسخة في أكثر من لغة.. وبالفعل فإن مبيعات كتب ماركيز باللغة الإسبانية فاقت كل كتاب آخر على الإطلاق.. وقد بدأ ماركيز حياته المهنية كصحافي يساري وقضى معظم حياته منفياً. كما صنّف النقاد عمل ماركيز باعتباره مؤسس الواقعية السحرية، أما ماركيز نفسه «كما تقول التقارير» فقال «إنه فقط عكس الحياة اليومية في بلاد أمريكا اللاتينية..» وقوله أيضاً:
«أعتقد إنني واقعي حتى النخاع ،كل ما يُقال إنني اخترعته هو موجود بالفعل هنا في الواقع».
ما يهمني الاشارة إليه –كذلك- في هذا السياق هو أن ماركيز كان قريباً إلى القضية العربية ومدافعاً صلباً عن عدالة حقوق الشعوب المستضعفة.. وكان ضد كل أشكال العنصرية والاستبداد، إذ كان قريباً من نضال الشعب الفلسطيني وربطته علاقات قوية مع الزعيم الراحل ياسر عرفات.. وله مواقف مشهودة في المحافل الدولية ضد سياسات العنصرية الاحتلالية ضد الفلسطينيين.. وهو ما دعى بساسة الإسرائيليين إلى المطالبة مراراً بتجريده من جائزة نوبل للآداب.. حقاً إنها خسارة كبيرة في رحيل عبقرية متفرّدة في عالم الرواية وشخصية محبّة للسلام في كل أنحاء المعمورة.
|
|
|
|
|
|
|
|