أشارت إحصائية جديدة إلى أن إنتاج النفط من قطاع حضرموت قد كلّف الخزينة العامة خلال شهر فبراير فقط خسارة تقدر بنحو 126 مليون دولار جراء الاعتداءات المتكررة على أنابيب النفط والتي انعكست سلبياً على شحة هذه المادة الاستراتيجية من الأسواق المحلية مؤخراً. 

وما يحدث في هذا القطاع لحضرموت يحدث كذلك في مأرب وغيرها من المناطق المنتجة لمادتي النفط والمأزوت، إذ تشير الإحصائيات كذلك إلى تذبذب الإنتاجية بين شهر وآخر لنفس الأسباب.. وهو ما يدعو إلى التساؤل عن مصالح هذه القوى الهادفة إلى تخريب الاقتصاد الوطني ومن ثم التساؤل عن أسباب إخفاق الأجهزة الأمنية والدفاعية لمحاصرة وملاحقة عناصر التخريب والتفجير والتقطُّع والإرهاب قبل وقوعها. 

وإذا كان معروف سلفاً الأهداف الخفية لقيام التنظيمات الإرهابية والأفراد الخارجين عن القانون باستهداف هذه القطاعات الحيوية لأجل تعطيل مرحلة تسوية سياسية ومحاولة إحباط جهود الرئيس هادي لاستكمال إعادة البناء ، فضلاً عن محاولة إعادة تاريخ اليمن المعاصر إلى سنوات ما قبل إعادة تحقيق وحدة الوطن عام 1990م.. إذا كان ذلك معروفاً وبدهياً، فإن من غير المعروف البتة التقصير في الأداء الأمني والدفاعي لمجابهة هذه الظواهر قبل استفحالها وبحيث تؤدي إلى فشل الدولة القيام بمهامها في الحفاظ على تماسك المجتمع ووحدة كيانه.. وبالتالي تفاقم المشكلات وتزايد مخاطر التفتت والانقسام.. وهو ما ترمي إليه تلك المخططات العدائية لاستمرار مسيرة واستقرار الوطن. 

ولأن الشيء بالشيء يُذكر فقد سجلت الضربات الموجعة التي استهدفت قواعد وكوادر تنظيم القاعدة في البيضاء وأبين مؤخراً وألحقت خسائر كبيرة في صفوف قياداته.. سجّل هذا الأداء البطولي سبقاً في مجابهة هذا التنظيم، على أن نجاح الجهود الحكومية في هذا الإطار مرهون بتزايد الوعي الوطني وخلق بيئة تضامنية بين المواطن والأجهزة الأمنية لمراقبة أنشطة هذه التنظيمات الإرهابية والقوى التي تقف وراءها وذلك بغرض ضربها في أوكارها وبضرورة استباقية. 

إن أحد انعكاسات التمدُّد الإرهابي بات واضحاً في الخسائر التي يتكبّدها الاقتصاد الوطني من خلال استهداف المنشآت النفطية وأنابيب الغاز .. وهو ما يؤثر سلباً على مجمل الأوضاع الداخلية الأمر الذي يقلّص من عائدات هذه الثروة وبالتالي فإنه لا بد من وضع خطة استراتيجية تتضافر فيها القدرة الحكومية والقوى المدنية في الإسراع بإنجاز التسوية السياسية و معالجة الاختلالات القائمة في المجتمع والتي تتسلل من خلالها عناصر الإرهاب لضرب كيان الدولة وتماسك المجتمع .