|
|
|
|
|
مائة عام من العزلة
بقلم/ دكتور/د.عمر عبد العزيز
نشر منذ: 10 سنوات و 7 أشهر و 11 يوماً الأربعاء 23 إبريل-نيسان 2014 08:55 ص
تلك هي ملحمة ماركيز الكبرى، والتي نال بها عن جدارة واستحقاق جائزة نوبل للآداب، بل إنها شكلت منعطفاً حاسماً في الآداب السردية العالمية، وأذكر أنني قرأت هذه الرواية العبقرية منذ أول ترجمة لها بالعربية في ثمانينيات القرن المنصرم، ومن المدهش حقاً أنني حفظت دون قصد مني مقاطع منها ، لما انطوت عليه من تصوير فريد، ولغة راقية ، وتوظيف ذكي لعناصر كتابية متنوعة، جمعت ما بين فن الخبر الصحفي، والنص الشاعري الغنائي ، والسيناريو السينمائي، والوصف غير المألوف، والمحاورات المكانية لما يتجاوز الزمان والمكان .
تلك هي قصة العائلة الكـاريبية التي بدأت مع أول مـغامرة قـادها «جوزيه أوركاديو بوينديا» الذي وضع حجر الأساس لقرية ماكوندو الخرافية، تلك التي تكونت «من عشرين بيتاً من غضار وقصب.. تقع على حافة جدول مائي ينساب فوق حجارة كبيرة بيضاء ملساء، كبيض من قبل التاريخ. عندما كانت الأشياء بلا أسماء ، وكان يُشار لها بالبنان للتعرُّف عليها» .
ثم تتوالى ملحمة ماكوندو لنرقب عن كثب « تلك العائلة الغجرية التي وصلت بأسمالها البالية، وسط صخب من طبول عارم » وليحمل جوزيه أوركاديو بوينديا ابنه الصغير وسط الزحمة، ليكتشفا الثلج!!
نعم تلك كانت عجيبة من عجائب الصور التي مرت على الجميع في الطفولة الجنينية التي ترافقت مع زمن غاب و انحسر .. لكن ماركيز أقام صرحه الفني الكبير عطفاً على ما كـان، لـيؤكد أن العـالم كان ومازال محكوماً بالغيب، قبل أن يكون مقيداً بالبيان والبرهان .
في مائة عام من العزلة نتابع قصة العائلة الكاريبية التي لخصت كامل المشهد الحياتي لمكان كان اكتشافاً طوباوياً، فتحول تباعاً إلى ساحة للموت والقتل والمذابح والمصالح العابرة للقارات.
كل اسم من قامات تلك الرواية يمثل عالماً بكامله وعلى نحو يجعلنا نعيد تلك الأسماء لنستقرئ ما وراء هاماتها من آكام وهضاب.
Omaraziz105@gmail.com |
|
|
|
|
|
|
|