مجدداً يتعرض اليمن لحملة إرهاب ممنهجة تسير في خطين متوازيين ، يرتبط الامر الاول في اتساع نطاق الهجمات الإرهابية على الأرض وفي أكثر من منطقة ، بينما يرتبط الأمر الاخر بتلك الحملات التي تشنها بعض العواصم الغربية وواشنطن ضد الوطن تحت يافطة ان هذا البلد أصبح بؤرة تصدير خطير للإرهاب.
ومن باب التذكير ـ ليس إلاّـ اعود بالذاكرة الى التصريحات الرسمية المبكرة وبخاصة عقب دحر العصابات الإرهابية من محافظتي أبين وشبوة العام المنصرم ،خاصة وهي تؤكد أن قرابة 90بالمئة من قوام تلك العصابات قادمة من الخارج وبعضها من العواصم الاوروبية ، بل إنني اتذكر كذلك قول الرئيس عبد ربه منصور هادي وقتها وذلك في معرض حديثه عن تلك الحرب العادلة مع الإرهاب بأن من لم يصدق تلك الأرقام عليه التوجه الى ثلاجات المستشفيات التي تتكدس فيها جثث القتلى للاطلاع على جنسيات الإرهابيين .
وفي الحقيقة لم يعد خافياً على احد صدقية هذه الحقائق التي يكتوي بنارها اليمن مثل ما هي العواصم الاوروبية وبخاصة بعد العمليات الإرهابية التي جرت في العاصمة الفرنسية مؤخراً.. وقبل ذلك بعض العواصم الغربية .
ومما يدعو للأسى والاسف ان تحامل بعض العواصم الغربية على اليمن مسئولية بعض تلك الجرائم المدانة في بعض تلك العواصم الغربية قبل عدة اسابيع .. وهي بوادر تنم عن خطوات قادمة غير محسوبة النتائج في إطار العلاقات الثنائية مع اليمن ..وهي ـ بالقطع ـ اذا ما حدثت مرفوضة جملة وتفصيلا.
وفي الوقت الذي تعلم فيه الدوائر الأمريكية والأوربية على حد سواء أن الإرهاب لا وطن أو دين له نجد هذه العواصم تتغافل عن هذه الحقيقة ، بل إن الامر الذي يدعوا الى التساؤل حقاً في هذه الجزئية ..التساؤل عن من يُصدر الإرهاب للآخر ، خاصة وأن غلاة المتطرفين في مناطق التوتر داخل الساحة العربية يأتي اكثرهم من الدول الغربية وامريكا ويعودون اليها تحت سمع وبصر الجهات المعنية دون مساءلة او توقيف .
ويبدو انه قد كتب على الدول العربية ان تعاني الأمرّين ، الاول في ازدواجية الحياة وظروفها القاسية التي تساهم في ان تكون اسفنجة لا ستيعاب أسباب ومبررات استفحال هذه الظاهرة .. والثاني في محاولة بعض قوى النفوذ الدولي ان تكون حاضرة في هذا المشهد وتعمل على استغلاله والاستفادة منه للعودة الى المنطقة لا ستثمار خياراتها بشكل مباشر وذلك تحت مبرر مكافحة الإرهاب .. وما خفي كان اعظم .