إلى وقت قريب كنا نتحدث عن تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقبل ذلك كان السجال يدور بشأن المبادرة الخليجية المزمنة.. وكنا – ولا نزال – مشدودين إلى قرارات مجلس الأمن الدولي إزاء التطورات في الوطن.
ومن المعروف أننا إنتقلنا – بعد ذلك – إلى الحديث عن اتفاق السلم والشراكة وما طرأ إثر ذلك من تطورات لا تزال تداعياتها مستمرة حتى اليوم.
ومع الأسف الشديد فقد عدنا مجدداً للحديث عن الحوار ولكن ليس من حيث مخرجاته ومضامينه ومواعيده الزمنية ولكن للحديث عن نقل مكان الحوار من العاصمة صنعاء إلى مدينة يمنية أخرى.. ثم تطور الحال بنا إلى المطالبة بنقل الحوار إلى العاصمة السعودية الرياض.. وهو سجال لا يزال محل خلاف واسع بين المكونات والقوى والأحزاب اليمنية.
من حيث المبدأ سيكون معيباً ومؤسفاً ألاّ ندري –لاحقاً - إلى أين ستقودنا قريحة الساسة في قادم الأيام لترشيح عاصمة جديدة لاستضافة الحوار قد لا تكون بالضرورة عربية من أساسها!
لقد كنا – ولا نزال – نأمل بأن تأتي نتائج مجمل العملية السياسية خلال الفترة المنصرمة منسجمة مع طموحات البسطاء من الناس غير أن ما نشهده اليوم يدعو – مع الأسف الشديد – إلى الحزن والكمد بالنظر إلى التداعيات الخطيرة في مشهد الانقسام والتكتّل الذي يطبع المرحلة ويُلقي بتبعات خطيرة على حاضر ومستقبل اليمن.
وبالمناسبة أريد أن أقول إن هذا السجال يذكّرنا بالحوارات العديدة التي شهدتها الأزمة والحرب اللبنانية خلال منتصف الثمانينيات، والتسعينيات من القرن المنصرم والتي توزّعت على عواصم عربية وأوروبية عديدة، لكنها في نهاية المطاف عادت إلى قواعدها سالمة في العاصمة بيروت غير أن السجال ظل قائماً والحلول منعدمة.
ويبدو إننا نسير على خطى التجربة اللبنانية حتى في أدق التفاصيل، بل يبدو أن هذا الحال يأتي منسجماً مع قول الشاعر العربي:
خُطىً كُتبت علينا
ومن كتبت عليه خُطىً مشاها