ـ اليمن جزء، لا يتجزأ من المؤامرة التي يتعرض لها الوطن العربي منذ زمن فما بدأ في العام 2011م مما سمي بـ” الربيع العربي” كما أحبت الإدارة الأمريكية تسميته، أو كما أحبت وزيرة الخارجية السابقة للإدارة الأمريكية “كونداليزارايس” الفوضى الخلاقة.. هذه الفوضى التي بدأت مبكراً في لبنان في سبعينيات القرن الماضي، وكما حصل في الجزائر منذ وقت مبكر بعد لبنان، وقبلها الصومال، ثم كانت السودان، فتونس، فليبيا، فمصر، فاليمن، فسورية...لكن استعصت الجزائر، ولبنان على الربيع العربي المبكر، وفشلت الطائفية والمذهبية أن تطيح بالنظامين، أو إيقاع البلدين في الفوضى الخلاقة، لكنها نجحت في الصومال، وفي تونس وليبيا، ومصر. أما السودان فقد ضحى بالجنوب لإقامة دولة مستقلة، لكن الفوضى الخلاقة مازالت في كردفان، في العراق سقط النظام بغزو عسكري أمريكي ليتركها بعد ذلك للجماعات الإرهابية المسلحة بعد أن سرح الجيش العراقي، ودمر مقدرات وإمكانات الدولة ..في تونس جاءت الحكم الجماعة الإسلامية” النهضة” وفي ليبيا بعد أن اسقط النظام وتم تصفية القذافي لتترك للجماعات المسلحة وهي متنوعة من حركات دينية مختلفة وتعاني اليوم من هذه الجماعات.. بينما تونس اليوم تنقض بوجه النظام أما مصر فقد سقط النظام، وجاء الإخوان ليجربهم المصريون سنة ثم ثاروا عليهم ليحرروا مصر من قبضتهم بمساعدة الجيش...اليمن جزء من الربيع العربي...لكن فشلت بعض القوى من أن يصلوا، وينفردوا بالسلطة...في سورية حتى الآن فشلت الجماعات المسلحة ..وها هي السنة الثالثة وبدلاً من سقوط النظام.. ها هي الجماعات المسلحة تتهاوى ويستعيد الجيش السوري المناطق السورية من أيدي المسلحين...الصومال في وضع لا تحسد عليه.. إنه مشروع واحد صهيو أمريكي لتدمير الدول العربية، وجيوشها، وقوات أمنها، واقتصاداتها وعمرانها وإثارة الفتن فيها، وتقسيمها إلى دويلات تحت الهيمنة الصهيونية.
ـ كما ذكرت اليمن جزء من الوطن العربي، مستهدف دولة وجيشاً، وأمناً واقتصادياً ووحدة، ولا نقول أن الربيع العربي قد فشل كلياً، ولكن نجح جزئياً.. وذهب الخصوم إلى مؤتمر حوار.. لكن الدولة، وأجهزتها العسكرية، والأمنية تتعرض للتخريب، والتدمير، والقاعدة تمارس نشاطاتها المسلحة ضد قيادات المناطق، وقياداتها في العديد من المحافظات، والأمن منفلت، وأجهزة الداخلية تعاني من العجز فالاعتداءات متكررة على أنابيب النفط، وعلى أبراج وخطوط الكهرباء والتنمية معطلة، والاغتيالات للضباط والقادة العسكريين تسير على قدم وساق، وجرائم القتل، والتقطع، والنهب، والخطف في عموم المحافظات، والقتال في دماج، والحراك في الجنوب ..إنها الفوضى الخلاقة تماماً وهناك من يسعى إلى إفشالها من خلال محاولة إفشال مؤتمر الحوار...فالمشروع الصهيو أمريكي بدأ بالانحسار بصمود سورية وبسقوط الإخوان في مصر. وفشل المشروع في لبنان، والجزائر ويقاوم الآن في تونس...وشرارة المقاومة في ليبيا بدأت ..لأن سقوط الإخوان في مصر كان الصفعة القوية للمشروع الصهيو أمريكي ..لكن نحن في اليمن نتحاج إلى التفافة شعبية حول المبادرة، وتشكيل اصطفاف وطني من أجل اليمن ضد الاصطفاف المذهبي والطائفي والقبلي ..كي يسقط المشروع الصهيو أمريكي ونستعيد صياغة الدولة الوطنية القومية الديمقراطية.