ـ حين بدأت الأمركة للعالم، تحت ستار النظام العالمي الجديد أو ما سمي بالعولمة، بعد سقوط الاتحاد السوفيتي في بداية تسعينيات القرن الماضي كنت آنذاك أكتب عن العولمة، والأمركة، والتدجين للأنظمة في العالم، ومنها النظام العربي العام والقطري بفعل تساقط التوازن الدولي بسقوط الاتحاد السوفيتي.. وقد توصلت في كتاباتي آنذاك إلى أن العوملة هي أمركة للعالم، وعودة الاستعمار لكن بوجه قديم.. وذكرت أن الهرولة نحو الاستجابة لرغبات الإدارة الأمريكية ليس سوى أن القوة الأمريكية صارت منفردة بالعالم.. وأي أحد يقول لا تعرض للعقاب الأمريكي ..وذلك ما جعل الأنظمة الوطنية تهرول نحو الأمريكان لتجنب غضبها.. لكن أشرت إلى أن ذلك بالنسبة للشعوب وللأنظمة العربية لن يستمر لأن الإدارة الأمريكية لم تأت بالبديل الأحسن... مما أدى إلى تنامي المعاناة عند الشعوب خلال التحولات إلى العوملة، وتوقعت أن المعاناة سوف تتحول إلى ثورات ضد أنظمتها.. وسوف تتصاعد الثورات ضد الأنظمة، والعولمة خلال الفترة ما بين عام 2010م ..و1015م..وهاهي توقعاتي لم تخب...فتجدد الثورات في 2013م إنما هي ضد الأنظمة التي أنتجتها ثورات الفيسبوك، أو ثورات العولمة من أنظمة... لتسقط المشروع الأمريكي الصهيوني وآلياته وتعود الثورات إلى أهلها ..كثورات ضد العولمة والأمركة والصهينة.. وهذا فعلاً ما تم الآن في 2013م.
ـ الربيع العربي حسب ما أحب أن يُسميه رئيس الولايات المتحدة...وحسب ما سبق ليس سوى ثورات موجهة بالفيسبوك، ضد الأنظمة، وإدخال الأقطار العربية في الفوضى الخلاقة.. حسب “كوندا ليزارايس” وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة.. وقد نجحت الإدارة الأمريكية الصهيونية في تونس، وفي مصر، أما ليبيا فقد سقط النظام بفعل العدوان العسكري الأمريكي الأطلسي ومقتل الرئيس معمر القذافي وسقط الرئيس مبارك في مصر...وكانت النتيجة وصول وصعود الجماعات الدينية إلى الحكم «الإخوان في مصر» و«جماعات» أنصار الشريعة في ليبيا» و«حركة النهضة في تونس» وفي اليمن ذهب الجميع إلى المبادرة الخليجية، وإلى مؤتمر الحوار، في سورية اصطدم المشروع الأمريكي الصهيوني بالصمود السوري...ومازال صامداً وينتصر ..لكن وفي 30 يونيه 2013م ثار الشعب المصري على النظام “الإخوان” ليسقطه في 3 يوليو 2013م ليبدأ بذلك تساقط النظام الذي انتجه الربيع العربي...وها هو شعب تونس ثائر بعد مصر على النظام الذي جاء به الربيع العربي وتبعه الآن الشعب الليبي الذي خرج يدعو الجيش للتخلص من الجماعات المسلحة المسماة بأنصار الشريعة...وفعلاً استجاب الجيش لذلك، وبدأ في طرابلس بإخراج الجماعات المسلحة وها هو يواجه الجماعات في بنغازي للتخلص منها كحصيلة من الربيع العربي وسيأتي ربيع حقيقي، بدلاً من الربيع الأمريكي الصهيوني وقد انهزم هذا المشروع مسبقاً في لبنان، وفي العراق والجزائر.. وستتواصل هزائمه لأنه خيب آمال الشعوب فهو ربيع غير عربي ومصيره إلى الأفول.