كلّما هممت في الكتابة عن باقة البرامج المتميزة في إذاعة عدن وذلك بمناسبة الاحتفالية بمرور ستة عقود على انطلاقة البث، شغلتني بعض القضايا الجانبية، إلّا أن الموضوع يعود مجدّداً إلى الذاكرة مع الاستماع إلى برامج هذه الإذاعة العريقة التي تعد ثاني إذاعة من حيث الانطلاقة على مستوى المنطقة العربية، إذ يشدّني إليها تنوّع برامجها وغنى موضوعاتها وكفاءات القائمين عليها، إعداداً وتقديماً وإخراجاً.
ولا أبالغ إذا ما قلـت: إن ما يشدني أكثر إلى باقة البرامج هذه هو أنها تأتي في إطار مدروس وفقاً لخارطة برامجية تعتمد منهاجية تعرف كيف تأخذ طريقها إلى المستمعين دون كلفة تُذكر.
ومن الصعب في هذه العجالة أن أتوقف عند كل برنامج ومعديه وكذلك مخرجيه، لكن الانطباع العام هو أن هذه الإذاعة تمثّل حالة متطوّرة ، تكاد تكون امتداداً طبيعياً بتاريخها الطويل منذ أن بدأ بثّها قبل نحو ستين عاماً.
هذه الكوكبة من الإعلاميين المتميزين، يتناغم أداؤهم في إيصال الرسالة الإذاعية إلى المستمع وعلى نحو فيه التشويق والإمتاع والفائدة، فضلاً عن شمولية موضوعاتها، سواءً في البرامج اليومية أو الأسبوعية المتخصصة التي تخوض في جوانب الفكر والتاريخ المعاصر وقضايا الناس وشتى موضوعات السياسة والاقتصاد والتنمية الاجتماعية وبحيث باتت مرجعاً للمواطن وعلى مختلف مستوياته الثقافية والاجتماعية.
أحببت أن أوجّه هذه التحية المستحقة لأسرة إذاعة عدن دون استثناء عبر الزميل المتميز مدير إذاعة عدن – البرنامج الثاني - الأستاذ يسلم مطر الذي أثبت جدارته في إدارة هذه الكوكبة من المبدعين بكل كفاءة وبساطة تميّز بها مطر في كل المواقع التي تشرّف بتحمل قيادتها.. مره أخرى أكرّر التحية للأسرة الإذاعية في عدن وهم يحتفلون بهذه المناسبة التي تُلقي على عواتقهم المزيد من المسؤولية في الارتقاء بهذه الرسالة الإذاعية وهم أهلٌ لذلك.