«2-3»
وما حدث في الشمال ربما حدث في الجنوب وإن كان بصور مختلفة فما أن خرجت قوات الاحتلال البريطاني وسافر (همفري تريلفيان) آخر مندوب سامي في عدن وقوله (سأجعل المناحة تدخل كل بيت في اليمن..) وإثر تلك التطورات وصـل الرئيس قحطان الشعبي إلى السلطة ومن ثم بدأت صراعات رفاق الكفاح المسلح بين جبهتي (التحرير)و ( القومية) واستمر النزف طويلاً إلى أن أطيح بالرئيس قحطان وبعدها جاء الرئيس “سالمين” إلى الحكم حيث شهدت عدن في عهده عديد التحولات إلى أن أطيح به إثر تداعيات اغتيـال الـرئيس الغشـمي في صنعـاء منتصف سبعينيات القرن المنصرم.
وعنـدما تحمل المسؤولية وقـت ذاك الـرئيس عبدالفتاح إسماعيل ازدادت حالة الاحتقان الداخلي واتسع نطاق الحرب مع الشمال، فضلاً عـن الاختلاف داخل الحزب الاشتراكي بفعل التدخل الخارجي وتحديداً في ظل تجاذبات المعسكرين الغربي والشرقي وقت ذاك.. وعلى الرغم من أن الفترة التي عاشها الجنوب قبل إعادة تحقيق وحدة الوطن في عهد الرئيس علي ناصر محمد وشخصيته الطاغية في المشهد الجنوبي قد اتسمت بالاستقرار ومحاولة فتح نوافذ مع الأشقاء في الجوار وتحديداً مع صنعاء إلا أنه لم يسلم هو الآخر من محاولة إزاحته عن السلطة عدة مرات.ولاشك بأن القارئ يعرف تفاصيل الأحداث المأساوية التي جرت في 13 يناير 1986م التي قسمت رفاق الدرب إلى (زمرة) و( طغمة) فضلاً عن تلك المذبحة المؤلمة التي أودت بحياة الآلاف وخيرة القيادات الوطنية.. وإثر تلك الأحداث بزغ نجم رجل الظل الرئيس علي سالم البيض، بينما توجه علي ناصر إلى صنعاء..
- والبقية –لاشك – أنكم تعرفونها..
غداً حلقة أخيرة.