على الرغم من مضي أيام على ارتكاب الجريمة الإرهابية النكراء التي استهدفت مستشفى مجمع الدفاع بأمانة العاصمة سيبقى هذا الجرم عالقاً في الذاكرة؛ يعكس عطش هؤلاء القتلة لدماء الأبرياء، فضلاً عن أنه يتنافى مع القيم الإنسانية والإسلامية، ويتعارض مع حرمة الدم اليمني، كما سيظل حدثاً يعبر عن الاصطفاف الوطني غير المسبوق إلى جانب الرئيس عبدربه منصور هادي الذي سطر بطولة غير مسبوقة بـوصوله إلى مسرح الجريمة، ومازال دخان التفجيرات الإرهابية يتصاعد والمعركة لاتزال محتدة دون خوف أو وجل، حيث ساهم هذا الموقف الشجاع في إعادة الطمأنينة والثقة إلى قلوب كل اليمنيين.
وبالمناسبة، لقد كان لهذا الحضور والوقفة والمتابعة الرئاسية الميدانية لمجريات الحدث والتوجيهات الصائبة لمعالجة آثـار الجريمة وبصورة عاجلة والتشديد على تعقب مرتكبيها وفضح من يقف وراءهم في تلك اللحظات الحرجة فعلها الإيجابي في إعادة الطمأنينة إلى النفوس القلقة والتخفيف من وقع الصدمة التي تركت مساحة من الحزن والحسرة على قلوب كل اليمنيين والمتابعين على حد سواء.
إن وقفـة الرئيس عبدربه منصور هادي في تلك اللحظات الحرجة قد عبرت عن رباطة جأش الرئيس وحسه الإنساني المرهف وشخصيته القيادية المحنكة إزاء التعامل مع جريمة بمثل هذه البشاعة والخطورة.
وبالتالي فإن هذا الموقف الشجاع قد أكد أن رهانات اليمنيين على حكمة واقتدار شخصية الرئيس هادي القيادية لم تكن محض صدفة وإنما هو اختيار صائب لم تخطئه الدلالة، كما أثبتت تفاصيل الحياة اليومية خلال الفترة المنصرمة بكل أفراحها وأتراحها.. ولعل أكبر دليل على صدقية ذلك الاختيار هذا الاصطفاف الشعبي الواسع إلى جانب قيادة الرئيس هادي في هذه المحنة، فضلاً عن التأييد الإقليمي والدولي لقيادته الحكيمة في هذا الظرف الاستثنائي من تاريخ الشعب اليمني.
ولاشك أن هذه المسؤولية ستبقى مرهونة بجدية اتخاذ الجميع لمواقف إيجابية وبناءة تجاه كل ما يعتمل راهناً من تحديات وفي طليعتها وضع الآليات العملية لاجتثاث ومحاصرة ظواهر الإرهاب ومعاقبة عناصرها، فضلاً عن حشد الجهد الوطني لإنجاز التسوية السياسية بالاستفادة من المناخات الإقليمية والدولية الداعمة لمسارات هذه التسوية، ذلك أن الإرهاب يستغل دوماً الثغرات في جدار اللُحمة الوطنية ليوجه سهامه المقيتة ضد المؤسسات الوطنية ودماء اليمنيين.
وعلى هذا النحو فإن المرحلة المقبلة تتطلب قدراً كبيراً من تعزيز قيم التآلف والمحبة والإخاء ونبذ كل أشكال الفرقة والتشتت أو التعصب للآراء والمواقف التي لا تستقيم مع طبيعة المشروع الحضاري الذي بدت ملامحه تتشكل داخل إطار مؤتمر الحوار الوطني.. ولنجعل من حنكة وحكمة واقتدار الرئيس عبدربه منصور هادي مثالاً يحثنا على أن نضع مصلحة الوطن قبل أي أولويات أو هموم.