حصلت مؤخراً الشخصية اليمنية المعروفة المناضلة فائقة السيّد على جائزة سيدة العالم العربي من أحد مراكز البحث المحترمة في دولة الإمارات العربية، وهي شهادة لا تضيف إلى سجل المناضلة فائقة السيّد شيئاً جديداً وذلك بالنظر إلى دورها النضالي المبكر لدعم قيم السلام والمحبة والتحرر والتنمية في دول العالم الثالث سواء من خلال عديد المواقع التي تبوأتها أم من خلال حركتها الدؤوبة المتحرّرة من أية مؤثّرات رسمية.
وليس من باب المجاملة القول إن هذه الشخصية الوطنية تحوز على ثقة محيط أوسع من جغرافيا اليمن؛ وذلك بالنظر إلى ما تتمتع به من ملكات قيادية وصفات نضالية قلّما يتمتع بها أقرانها من الرجال والنساء على حدٍّ سواء، وبخاصة لجهة قدرتها على قراءة واستيعاب وتحليل معطيات الواقع العربي بكل إرهاصاته وتجلّياته، وبرؤية – يتصوّرها البعض قفزاً على الواقع – بينما هي في حقيقة الأمر بمثابة قراءة مبكرة للمستجدات، وهي سمة إضافية تمتلكها هذه المرأة القيادية بامتياز.
وبالمناسبة، لست أنسى هنا أيضاً التزامها المبدئي مع قضية الشعب الفلسطيني العادلة؛ وذلك من خلال مواقف المنافحة عن هذه القضية وفي مختلف المحافل، حيث إنك لا تجد المناضلة فائقة السيّد في موقع خارج دائرة اهتمامها بالشأن العروبي والفلسطيني؛ الأمر الذي استحقّت عليه تثميناً حقيقياً من مختلف الدوائر الرسمية والشعبية والنُخب المثقّفة على مستوى الساحة العربية والفلسطينية بشكل خاص.
وثمّة مواقف أخرى تجعلنا دوماً نجدّد الحديث عن هذه القامة الوطنية في تمسكها بخيارات بناء الدولة الحديثة التي لا يستقيم بنيانها دون شراكة حقيقية بين كافة المكوّنات المجتمعية وفي طليعتها قطاع المرأة، فضلاً عن مواقف المنافحة عن اليمن وإبقائه منيعاً ضد محاولات الهيمنة والوصاية، وهو ما عبّرت عنه بجلاء هذه القامة الوطنية عندما تخلّت عن مناصبها الحكومية لإدراكها أن هناك مخاطر حقيقية تتهدّد سلامة واستقلال الوطن وبخاصة تنديدها بتلك القرارات الأممية التي استهدفت بعض رموز وقيادات الوطن ومحاولة فرض عقوبات على هذه القيادات الوطنية والتلويح بـ«الفصل السابع» من العقوبات الأممية ضد اليمن.
باختصار شديد، نحن في حاجة من النُخب السياسية على الساحة الوطنية تمثّل هذه الروح المترعة بحب الوطن، والعمل سويّاً من أجل إخراج اليمن من دوامة الصراع الذي لن يكون في صالح أي طرف من الأطراف شئنا أم أبينا.
تحيّة للمناضلة فائقة السيّد التي أوعزت إليّ بمضمون هذه التناولة.